
لم يكن العدوان الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة مجرد ضربة عسكرية عابرة، بل جريمة سياسية وقانونية تمثل خرقًا صارخًا لسيادة دولة مستقلة وانتهاكًا مباشرًا لمبادئ القانون الدولي.
سيادة مستباحة
ميثاق الأمم المتحدة واضح: لا يحق لأي دولة أن تمارس القوة ضد أخرى إلا في حالات الدفاع عن النفس أو بتفويض دولي. ما حدث في الدوحة لم يكن دفاعًا عن النفس، بل عدوانًا سافرًا على أرض آمنة، أراد أن يبعث رسالة مفادها أن لا حصانة حتى للدول التي تلعب دور الوسيط.
صفعة للسلام
قطر لم تكن ساحة حرب، بل منبرًا للوساطة ومساعي التهدئة. استهدافها يعني استهداف الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي في غزة والمنطقة. فالرسالة لم تكن ضد “أفراد” كما تدّعي إسرائيل، بل ضد عملية السلام بأكملها.
تداعيات خطيرة
هذا الاعتداء لا يهدد قطر وحدها، بل يفتح الباب أمام سابقة خطيرة: إذا صمت العالم اليوم عن قصف الدوحة، فمن يضمن غدًا أمن أي عاصمة أخرى؟ لذلك، فإن الرد الدولي ليس مجرد تضامن، بل دفاع عن النظام العالمي نفسه.
استهداف الدوحة هو انتهاك للقانون الدولي وصفعة للسلام، وعلى المجتمع الدولي أن يتعامل معه بجدية. التضامن مع قطر اليوم ليس خيارًا، بل واجبًا قانونيًا وأخلاقيًا، دفاعًا عن سيادة الدول وحق الشعوب في الأمن والكرامة.